المؤلف:محمد محمد بيومي خليل
نبذة عن الكتاب
شهدت الفترة الأخيرة من القرن العشرين ملامح كثيرة للتغير الإجتماعي أهمها تغير النظرة إلى الإنسان واعتباره المحور الأساسي لكل تغير و تقدم، حيث اعتبره البعض المحرك الأساسي لعملية الإنتاج، والتنمية الإجتماعية. ومن هذا المنطلق، وجب الاهتمام بالفرد كطرف فاعل في المجتمع له أدوار يقوم بها لتحسين وتطوير مجتمعه، وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا عن طريق القواعد والقوانين التي يحددها المجتمع لأفراده كي لا يخرجوا عن أطرها ومحدداتها، ذلك أن كل فرد تحكمه وتضبط سلوكاته في إطار مركزه الاجتماعي جملة من المعايير الاجتماعية حيث أن كل من يقوم بسلوك لا يتفق وهذه المعايير يعتبر سلوكه انحرافا. و تعد ظاهرة الانحراف من الظواهر القديمة والمنتشرة في كل المجتمعات، ولكنها تختلف مع ذلك في الدوافع والأسباب المؤدية إليها، تبعا لاختلاف محددات السلوك والمعايير والقيم السائدة في المجتمع، وكذلك الوضع الاقتصادي والثقافي. وقد اتفق علماء الاجتماع أن ظاهرة الانحراف تعد من المعوقات الوظيفية للنسق الاجتماعي، حيث تتضح خطورتها وأهمية دراستها، من خلال تعدد الجوانب المرتبطة بها، خاصة إذا تعلق الأمر بالأطفال الذين لم يبلغوا بعد سن الرشد، وتورطوا في قضايا منافية للعرف والمعايير والأخلاق والقانون، حيث أصبحت ظاهرة انحراف هؤلاء الأطفال(الأحداث)، مشكلة اجتماعية خطيرة سواء تعلق الأمر بالحدث نفسه أو بالمجتمع المحيط به، فهو يشكل خطرا على نفسه عندما يتعرض لمقاومة المجتمع والأسرة وعدم تقبل سلوكاته، الشيء الذي يعرضه لمشكلات نفسية خطيرة تزيد من إحباطه وشعوره بعدم التقبل من الآخرين، وهو خطر على المجتمع لأنه أصبح يشكل مصدرا للقلق والاضطراب لمؤسسات المجتمع ونظمه وأفراده أيضا، كما تتمثل خطورة هذه الظاهرة في عدم قدرة الحدث على إقامة علاقات سليمة مع الغير لإحساسه الدائم بأنه منبوذ و غير مرغوب فيه من طرف جماعته الأولية ( الأسرة) أو في المجتمع الكبير. و عليه، فإن ظاهرة انحراف الأحداث من الظواهر الاجتماعية التي تهدد استقرار النظم الإجتماعية، وكذلك حياة الأفراد الشخصية، حيث تعكس مجموع الاختلالات التي تحدث على مستوى الأبنية والوظائف الاجتماعية، خاصة داخل الأسرة التي تعد البناء الاجتماعي الأكثر أهمية وحساسية في حياة الفرد، فهي مصدر التربية والتنشئة الاجتماعية، وهي منبع الرعاية والاهتمام، وهي المحدد والموجه لسلوك الأبناء، هذا إلى جانب التأثير الكبير للوسط الاجتماعي.
0 مراجعة