المؤلف:إبراهيم الفقي
نبذة عن الكتاب
و من الفراسة أن يعرف المؤمن المجرمين في مجتمعه بسيماهم ، و أن يعرفهم في لحن القول بفلتات لسانهم ، و ما تخطه ايديهم احيانا ، فلان يسمح له بالكتابة ، و يطرح قضايا تنقض أصل الدين ، ثم لا يرد عليه ، فيعلم المؤمن بفراسته أن وراء الأكمة ما ورائها ...
مبدئيا واضح جدا ان الكتاب هو واحد من الكتب التى تم اعدادها من محاضرات الدكتور وكورساته .. و لم يكتبه الدكتور او يعده بنفسه ، فجاءت فصوله و فقراته .. مشتته و غير مرتبة بالمرة .. ايضا كرر بعضها ، حتى ان فصول بحالها كررت فى الكتاب ! . ، فالكتاب يحتاج الى مراجعة و اعادة صياغة
اما عن مادة الكتاب نفسها ، فهي جيدة .. و مدعمة بمادة دينية و تاريخية .. و امثلة و قصص
و لكن فقط كان ينقصها الاعداد و الصياغة الجيدين كما ذكرت
و من الفراسة معرفة أحابيل المجرمين و طرائقهم و دسائسهم في تدمير عقائد الناس و أخلاقهم . و ما تمكن اعداء الشريعة و خصوم الملة من بعض الأشياء الا عندما كثر المغفلون في الأمة ، تمرر قضايا احيانا تتعجب من سذاجة المسلمين و قبولهم لها ، و الى اي درجة من الغفلة يعيشون ، و لعل من أقرب الأمثلة التي تحضرني الآن هو ما طرحته وسائل الإعلام ، من شفقة الغرب على ابناء كوسوفا و المساعدات التي قدموها لأجل سواد عيون المسلمين هناك ، و مدى حرقتهم على ما حصل لهم . و ليس الآن هو مجال تحليل مثل هذه القضية ...
العلم هو الفهم في الواقع و الاستدلال بالأمارات و شواهد الحال ، و هذا الذي فات كثيرا من الحكام و القضاة فأضاعوا كثيرا من الحقوق
و من الفراسة معرفة اهل الحق المخلصين ، تعرفهم بحرب المبطلين لهم ، تعرفهم بشنآن اهل الشهوات لهم ، تعرفهم بصدق اللهجة ، و اضطراد المنهج ، و تعرفهم بمحبة الناس لهم ، و تعرفهم بما يحقق الله على ايديهم من الخير ، و ما يكف بسببهم من الشر عن الناس . و هذه الفراسة مع كل أسف لا تظهر لكثير من المسلمين . و إلى الله المشتكى .
و من الفراسة التأمل و النظر في عواقب الأمور ومآلاتها فعلا و تركا ، و هذا هو المقصود الأعظم في باب الفراسة
و هذا أحد صحابة رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ينظر إلى امرأة في الطريق فتعجبه ، فيطيل النظر اليها ، ثم يدخل هذا الصحابي على أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه فيبادره بقوله : اما يستحي احدكم ان يدخل على أمير المؤمنين و في عينيه آثار الزنا ؟ .. فيتعجب الصحابي من معرفة عثمان لذلك بالرغم من ان احدا لم يره ، فيبادر سيدنا عثمان بقوله : أوحي أنزل بعد رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ؟ . فيقول سيدنا عثمان :اتق فراسة المؤمن فإنه يرى بنور الله .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية بعد أن سرد هذه المقالات : (و هذه الأمور الصادقة التي أخبر بها
عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنها تتجلى للمطيعين ، هي الأمور التي يكشفها الله عز و جل لهم . فقد ثبت أن لأولياء الله مخاطبات و مكاشفات. )
و كان لأكابر الدين من غير أولياءالصوفية فراسات ، اشهرهم في ذلك الإمام الشافعي رحمه الله .. و كان لسعة أفقه قد طلب كتب (علم الفراسة) و هو من علوم العرب ، يستدلون بنعوت الخلقة في الإنسان و الحيوان على اخلاقها . و هو (علم) يتلقاه الحاذق الماهر ، جيلا بعد جيل مما حصته تجارب الأمم ، ليس من الفراسة القلبية الربانية في شئ .. و هو علم محايد لا حظ للكشف الشيطاني منه ، و قد وردت اخبار عن استعمال الشافعي للفراسة المتعلمة من الكتب ، لا حاجة لنا بها ...
قال ابن القيم رحمه الله : ... القلب كالمرآة ، و الهوى كالصدأ فيها فإذا خلصت المرآة من الصدأ انطبعت فيها صور الحقائق كما هي عليه ، و اذا صدئت لم تنطبع فيها صور المعلومات فيكون علمه و كلامه من باب الخرص و الظنون
و أخيرا : فإن المسلم الملتزم حقيقة له قضية يعيش من أجلها ، و ليس حاله كحال الدهماء ، و القضية التي يعيش من أجلها تحتاج الى فراسة و ذكاء ، و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تنجز قضيتك بالغفلة و السذاجة.
0 مراجعة